مجلدات التربية والتعليم المغربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات تعليمية تربوية تكوينية دينية رياضية وشاملة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التعامل مع أخطاء الناس

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 4:36 pm

(1) المسارعة إلى تصحيح الخطأ وعدم إهماله :






وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبادر إلى ذلك لاسيما وأنه لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة وأنه مكلف بان يبين للناس الحق ويدلهم على الخير ويحذرهم من الشر ومسارعته صلى الله عليه وسلم إلى تصحيح أخطاء الناس واضحة في مناسبات كثيرة كقصة المسيء صلاته وقصة المخزومية وابن اللتبية وقصة أسامه والثلاثة الذين أرادوا التشديد والتبتل وغيرها وستأتي هذه القصص في ثنايا هذا البحث إن شاء الله .






وعدم المبادرة إلى تصحيح الأخطاء قد يفوت المصلحة ويضيع الفائدة وربما تذهب الفرصة وتضيع المناسبة ويبرد الحدث ويضعف التأثير.





(1) معالجة الخطأ ببيان الحكم :






عن جرهد ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو كاشف عن فخذه فقال النبي صلى الله عليه وسلم غط فخذك فإنها من العورة .



(1) رد المخطئين إلى الشرع وتذكيرهم بالمبدأ الذي خالفوه:





في غمرة الخطأ وملابسات الحادث يغيب المبدأ الشرعي عن الأذهان ويضيع في العمعمة فيكون في إعادة إعلان المبدأ والجهر بالقاعدة الشرعية ردلمن أخطأ وإيقاظ من الغفلة التي حصلت وإذا تأملنا الحادثة الخطيرة التي وقعت بين المهاجرين والأنصار بسبب نار الفتنة التي أوقدها المنافقون لوجدنا مثالاً بنوياً على ذلك ، فقد روي البخاري ـ رحمه الله تعالي ـ في صحيحة عن جابر ـ رضي الله عنة ـ قال : غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثاب معه ناس من الهاجرين حتى كثروا وكان من المهاجرين رجل لعاب فكسع أنصارياً فغضب الأنصاري غضباً شديداً حتى تداعوا وقال الأنصاري : يا للأنصار ، وقال المهاجري : يا للمهاجرين فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما بال دعوى أهل الجاهلية ثم قال: ماشأنهم فأخير بكسعة المهاجري الأنصاري قال : فقال النبى صلى الله عليه وسلم : دعوها فإنها خبيئة .





وفي رواية مسلم : ولينصر الرجل أخاه ظالماً أو مظلوماً إن كان ظالماً فلينهه فإنه له نصر وإن كان مظلوماً فلينصره .


البقية في الرد المقبل إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 4:45 pm

(1) تصحيح التصور الذي حصل الخطأ نتيجة لاختلاله :

ففي صحيح البخاري عن حميد بن أبي حميد الطويل أنه سمع أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ يقول جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها (أي رأي كل منهم أنها قليلة ) فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ماتقدم من ذنبه وماتأخر( أي أنهم ظنوا بأن من لم يعلم مغفرة ذنوبه يحتاج إلى المبالغة في العبادة أكثر من النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن تحصل له المغفرة ) قال احدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبداً . وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر . وقال آخر :أنااعتزل النساء فلا أتزوج أبداً . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال : أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج .






ورواه مسلم :عن أنس أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلي الله عليه وسلم عن عملة في السر فقال بعضهم لا أتزوج النساء . وقال بعضهم لا آكل اللحم . وقال بعضهم لا أنام على فراش . فحمد الله وأثني عليه فقال : ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني.






و نلاحظ هنا مايلي:


- أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم فوعظهم في أنفسهم بينه وبينهم ولما أراد أن يعلم الناس عموماً أبهمهم ولم يفضحهم وإنما قال : ما بال أقوام .. وهذا رفقا بهم وستراً عليهم مع تحصيل المصلحة في الإخبار العام .


- في الحديث تتبع أحوال الأكابر للتأسي بأفعالهم والسير على منوالهم وأن التنقيب عن ذلك من كمال العقل والسعي في تربية النفس.


- وفيه أن الأمور المفيدة والمشروعة إذا تعذرت معرفتها من جهة الرجال جاز استكشافها من جهة النساء..


- وأن لا بأس بحديث المرء عن عملة إذا أمن الرياء وكان في الإخبار منفعة للآخرين .


- وفية أن الأخذ بالتشديد في العبادة يؤدي إلى إملال النفس القاطع لها عن أصل العبادة وخير الأمور أو ساطها .


- أن الأخطاء كثيراً وواضح من الحديث أن السبب الذي دفع أولئك الصحابة إلى تلك الصور من التبتل والرهبانية والتشديد هو ظنهم أن لابد من الزيادة على عبادة النبي صلى الله عليه وسلم رجاء النجاة حيث أنه اخبر من ربه بالمغفرة بخلافهم فصحح لهم النبي صلى الله عليه وسلم تصورهم المجانب للصواب وأخبرهم بأنه مع كونه مغفوراً له فإنه اخشي الناس وأتقاهم لله وأمرهم بأن يلزموا سنته وطريته في العبادة.






وقريب من هذا ما حصل لأحد الصحابة وهو كهمس الهلالي ـ رضي الله عنه ـ الذي روي قصته فقال : (( أسلمت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بإسلامي فمكثت حولاً وقد ضمرت ونحل جسمي ثم أتيته فخفض في البصر ثم رفعه . قلت : أما تعرفني ؟ قال : ومن أنت ؟ قلت : أنا كهمس الهلالي ، قال: فما بلغ بك ما أرى ؟ قلت : ما أفطرت بعدك نهاراً ولا نمت ليلاً ، فقال : ومن أمرك أن تعذب نفسك ؟ شهر الصبر ومن يومين ، قلت : زدني أجد قوة : صم شهر الصبر ومن كل شهر ثلاثة أيام ))


ومن الخلل في التصورات ما يكون متعلقاً بموازين تقويم الأشخاص والنظرة إليهم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على تصحيح ذلك وبيانه ففي صحيح البخاري عن سهل بن سعد الساعدى أنه قال : مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس ما رأيك في هذا فقال : رجل من أشراف الناس هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل آخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيك في هذا . فقال : يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب أن لا ينكح ، وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع لقوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الأرض مثل هذا.


وفي رواية ابن ماجه : مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ما تقولون في هذا الرجل ؟ قالوا : رأيك في هذا نقول هذا من أشرف الناس ، هذا حري إن خطب أن يخطب وإن شفع أن يسمع لقوله . فسكت النبي صلى الله عليه وسلم . ومر رجل آخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما تقولون في هذا الرجل ؟ قالوا : نقول والله يا رسول الله هذا من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب لم ينكح وإن شفع لا يشفع وإن قال لا يسمع لقوله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا خير من ملء الأرض مثل هذا.


(1) معالجة الخطأ بالموعظة وتكرار التخويف :

عن جندب بن عبدا لله البجلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث من المسلمين إلى قوم من المشركين وأنهم التقوا فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله وإن رجلاً من المسلمين قصد غفلته قال : وكنا نحدث أنه أسامة بن زيد ، فلما رفع عليه السيف قال : لا اله إلا الله فقتله فجاء البشير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأخبره حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع فدعاه فسأله فقال : لم قتلته ؟ قال :يا رسول الله أوجع في المسلمين وقتل فلاناً وفلاناً ، وسمي له نفراً ، وإني حملت عليه فلما رأى السيف قال لا إله إلا الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتلته ؟ قال : نعم . قال : فيكف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟ قال : يا رسول الله استغفر لي . قال : وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟ قال : فجعل لا يزيد ه على أن يقول كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة.






وفي رواية أسامة بن زيد ـ رضي الله عنه ـ قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة فأدركت رجلاً فقال لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله ص صلى الله عليه وسلم أقال لا إله إلا الله وقتلته . قال : قلت يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح قال : أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ؟ فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ.


ومما يدخل في مواجهة الخطأ بالموعظة : التذكير بقدرة الله وهذا مثال :






روى مسلم ـ رحمه الله تعالي ـ عن أبي مسعود البدري قال : كنت أضرب غلاماً لي بالسوط فسمعت صوتاً من خلفي اعلم أبا مسعود فلم أفهم الصوت من الغضب ، قال فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود قال فألقيت السوط من يدي . وفي رواية فسقط من يدي السوط من هيبته فقال اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام ، قال : فقلت لا أضرب مملوكاً بعده أبداً . وفي رواية فقلت : يا رسول الله هو حر لوجه الله ، فقال أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار .


وفي رواية لمسلم أيضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لله أقدر عليك منك عليه قال فأعتقه .






وعن أبي مسعود الأنصاري قال : كنت أضرب مملوكاً لي فسمعت قائلا من خلفي يقول : اعلم أبا مسعود اعلم أبع مسعود فالتفت فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لله أقدر عليك منك عليه ، قال أبو مسعود : فما ضربت مملوكاً لي بعد ذلك .

(1) إظهار الرحمة بالمخطئ :

وهذا يكون في حال من يستحق ممن عظم ندمه واشتد أسفه وظهرت توبته مثلما يقع أحيانا من بعض المستفتين كما في مثل هذه قصة :


عن ابن عباس أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم قد ظاهر من امرأته فوقع عليها فقال يا رسول الله إني قد ظاهرت من زوجتي فوقعت عليها قبل أن أكفر ، فقال وما حملك على ذلك يرحمك الله ، قال : رأيت خلخالها في ضوء القمر قال : فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله به .


وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم اذ جاء رجل فقال يا رسول الله هلكت ، قال مالم ، قال وقعت على امرئتي وأنا صائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تجد رقبة تعتقها ، قال : لا ، قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ، قال لا : فقال : فهل تجد إطعام ستين مسكينا ، قال : لا ، قال : فمكث النبي صلى الله عليه وسلم فبينا نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيها تمر والعرق المكتل قال أين السائل ، فقال : أنا ، قال : خذها فتصدق به ، فقال الرجل أعلى أفقر مني يا رسول الله فوالله ما بين لا بتيها يريد الحرتين أهل بيتي . فضحك البني صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال أطمعه أهلك .

أن هذا المستفتي المحطىء لم يكن هازلا ولا مستخفا بالأمر ، بل إن تأنيبه نفسه و شعورة بخطئه واضح من قوله : هلكت ، ولذلك استحق الرحمة ورواية أحمد ـ رحمه الله ـ فيها مزيد من التوضيح لحال الرجل عند مجيئه مستفتياً : عن أبي هريرة أن أعرابياً جاء يلطم وجهة وينتف شعره ويقول ما أراني إلا قد هلكت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أهلكك قال : أصبت أهلي في رمضان ، قال أتستطيع أن تعتق رقبة ، قال :لا قال أتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ، قال : لا ، قال : أتستطيع أن تطعم ستين مسكيناً قال : لا وذكر الحاجة ، قال فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بزنبيل وهو المكتل فيه خمسة عشر صاعاً أحسبه تمراً قال النبي صلى الله عليه وسلم أين الرجل ، قال أطعم هذا قال رسول الله ما بين لا بتيها أحد أحوج منا أهل بيت قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه قال أطعم أهلك .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 4:46 pm

(1) عدم التسرع في التخطئة :

وقد حدثت لعمر ـ رضي الله عنه ـ قصة رواها بنفسه فقال : سمعت

هشام بن حكيم بن حزام يقراً سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقراً على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه ، فقلت : من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : كذبت ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت ، فانطلقت : به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت : إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله اقرأ يا هشام ، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ، ثم قال : اقرأ يا عمر ، فقرأت القراءة التي أقر أني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ماتيسر منه.






ومن الفوائد التربوية في القصة مايلي:






- أمر كل واحد منهما أن يقرأ أمام الآخر مع تصويبه أبلغ في تقرير صوابهما وعدم خطأ أي منهما

- أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر بإطلاق هشام بقوله Sad أرسله يا عمر) فيه تهيئة الخصمين للاستماع وهما في حال الهدوء وفيه إشارة إلى استعجال عمر رضي الله عنه .

- على طالب العلم أن لا يستعجل بتخطئة من حكى قولا يخالف ما يعرفه إلا بعد التثبت فربما يكون ذلك القول قولا معتبراً م أقوال أهل العلم .


ومما يتعلق بهذا الموضوع أيضاً : عدم التسرع في العقوبة وفي القصة التالية شاهد :

-روى النسائي رحمة الله عن عباد بن شرجيل رضي الله عنه قال : قدمت مع عمومتي المدينة ، فدخلت حائطاً من حيطانها ، فقركت من سنبلة فجاء صاحب الحائط فأخذ كسائي وضربني فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستعدي عليه ،فأرسل إلى الرجل فجاءوا به فقال : ما حملك على هذا ؟ فقال : يا رسول الله إنه دخل حائطي فأخذ من سنبلة ففركه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما علمته إذ كان جاهلاً ولا أطعمته إذ كان جائعاً اردد عليه كساءه وأمر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوسق أو نصف وسق .


-يستفاد من هذه القصة أن ظروف المخطئ أو المتعدى يوجه إلى الطريقة السليمة في التعامل معه .

وكذلك يلا حظ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعاقب صاحب البستان لأنه صاحب حق وإنما خطأه في أسلوبه ونبهه بأن تصرفه مع من يجهل لم يكن بالتصرف السليم في مثل ذلك الموقف ثم أرشده إلى التصرف الصحيح وأمره برد ما أخذه من ثياب الجائع .


(1) الهدوء في التعامل مع المخطئ :


وخصوصاً عندما يؤدي القيام عليه والاشتداد في نهيه إلى توسيع نطاق المفسدة ويمكن أن نتبين ذلك من خلال مواجهة النبي صلى الله عليه وسلم لخطأ الأعرابي الذي بال في المسجد ، كما جاء عن أنس بن مالك قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مه مه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزرموه دعوه فتركوه حتى بال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له : إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر ، إنما هي لذكر الله عزوجل والصلاة وقراءة القرآن ، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه.

لقد كانت القاعدة التي اتبعها النبي صلى الله عليه وسلم في مواجهة الخطأ : التيسير وعدم التعسير ، فقد جاء في رواية البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن أعرابياً بال في المسجد فثار إليه الناس ليقعوا به فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوه وأهر يقوا على بوله ذنوباً من ماء أو سجلا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين .


لقد تحمس الصحابة رضوان الله عليهم لإنكار المنكر حرصاً على طهارة مسجدهم وروايات الحديث تدل على ذلك ، ومنها :


(( فصاح به الناس )) – (( فثار إليه الناس )) – (( فزجره الناس )) – (( فأسرع إليه )) وفي رواية ـ فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مه مه .

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم نظر في عواقب الأمور وأن الأمر يدور بين احتمالين إما أن يمنع الرجل وإما أن يترك . وأنه لو منع فإما أن ينقطع البول فعلا فيحصل على الرجل ضرر من احتباس بوله ، وإما أن لا ينقطع ويتحرك خوفاً منهم فيزداد انتشار النجاسة في المسجد أو على جسد الرجل وثيابه ، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم بثاقب نظره أن ترك الرجل يبول هو أدنى المفسدة ، يمكن تداركها بالتطهير ، ولذلك قال لأصحابه : دعوه لا تزرموه أي لا تجسوه . فأمرهم بالكف لأجل المصلحة الراجحة وهو دفع أعظم المفسدتين باحتمال أيسرهما وتحصيل أعظم المصلحتين بترك أيسرهما .

وقد جاء في رواية أنه صلى الله عليه وسلم سأل الرجل عن سبب فعله ، فقد روى الطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فبايعه في المسجد ثم انصرف ، فقام ففحج ثم بال ، فهم الناس به فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقطعوا على الرجل بوله ، ثم قال : ألست بمسلم ؟ قال : بلى ، قال : ما حملك على أن بلت في مسجدنا ؟ قال : والذي بعثك بالحق ما ظننته إلا صعيداً من الصعدات فبليت فيه . فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء فصب على بوله.

إن هذا الأسلوب الحكيم في المعالجة ققد أحدث أثراً بالغاً في نفس ذلك الأعرابي يتضح من عبارته كما جاء في رواية ابن ماجه : عن أبي هريرة قال : دخل أعرابي المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فقال : اللهم اغفر لي ولمحمد ولا تغفر لأحد معنا ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : لقد احتظرت واسعا ، ثم ولى حتى إذا كان في ناحية المسجد فشج ( فرج ما بين رجليه ) يبول ، فقال الأعرابي بعد أن فقه فقام إلي بأبي وأمي فلم يؤنب ولم يسب فقال : إن هذا المسجد لا يبال فيه ، وإنمابني لذكر الله وللصلاة ، ثم أمر بسجل من ماء فافرع على بوله .

وقد ذكر ابن حجر رحمه الله تعالي فوائد في شرح حديث الأعرابي منها :

- الرفق بالجاهل وتعليمه ما يلزمه من غير تعنيف إذا لم يكن ذلك منه عناداً ولا سيما إن كان ممن يحتاج إلى استئلافه .


- وفيه أن الاحتراز من النجاسة كان مقرراً في نفوس الصحابة ولهذا بادروا إلى الإنكار بحضرته صلى الله عليه وسلم قبل استئذانه ولما تقرر عندهم أيضاً من طلب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

- وفيه المبادرة إلى إزالة المفاسد عند زوال المانع لأمرهم عند فراغه بصب الماء .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 4:48 pm

(1) بيان خطورة الخطأ:

عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة – دخل حديث بعضهم في بعض – انه قال رجل في غزوة تبوك : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ، ولا أكذب ألسنا ، ولا أجبن عند اللقاء . يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء . فقال عوف بن مالك : كذبت ولكنك منافق ، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره ، فوجد القرآن قد سبقه ، فجاء ذلك الرجل إلى رسول صلى الله عليه وسلم ، وقد ارتحل وركب ناقته ، فقال : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق ، قال ابن عمر : كأني أنظر إلية متعلقا بنسعة ناقة رسول الله @ وإن الحجارة لتنكب رجليه وهو يقول : إنما كنا نخوض ونلعب فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) (التوبة: من الآية65)وما يلتفت إليه وما يزيد عليه.


ورواه بن جرير عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رجل في غزوة تبوك في مجلس : ما رأينا مثل قراثنا هؤلاء ، أرغب بطوناً ولا أكذب ألسنا، ولا جبن عند اللقاء ! فقال رجل في المجلس : كذبت ، ولكنك منافق ! لا أخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن . قال عبد الله بن عمر : فأنا رأيته متعلقاً بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول : يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونلعب ! ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم }


(1) بيان مضرة الخطأ :






عن أبي ثعلبة الخشني قال : كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا تفرقوا في الشعاب والأودية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان فلم ينزل بعد ذلك منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال لو بسط عليهم ثوب لعمهم وفي رواية : حتى إنك لتقول لو بسطت عليهم كساء لعمهم ويلا خط رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ، وفيه حرص القائد على مصلحه جنوده .


أن تفرق الجيش إذا نزل ، فيه تخويف الشيطان للمسلمين وإغراء للعدو بهم.


والتفرق يمنع بعض الجيش من معونة بعض .


ويلاحظ أمتثال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لتوجيه فيما استبلوا من أمرهم .


ومن الامثلة أيضا على بيان مضرة الخطأ وخطورته حديث النعمان بن بشير قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليخالفن الله بين وجوهكم .


وفي صحيح مسلم عن سماك بن حرب قال : سمعت النعمان بن بشير يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى أنا قد علقنا عنه ثم خرج يوماً فقام جتى كاد يكبر فرأى رجلاً بادياً صدره من الصف فقال : عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم .






وروى النسائي عن أنس رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : راصوا صفوفكم وقربوا بينها ، وحاذوا بالاعناق ، فو الذي نفس محمد بيده إني لأرى الشياطين تدخل من خلل الصف كأنها الحذف ( أي الغنم السود الصغار )






فتبيين مفاسد الخطأ ومايترتب عليه من العواقب أمر مهم في الاقناع للمخطئ ، وقد تكون عاقبة الخطأ على المخطئ نفسه وقد تتعدى الى آخرين ، فمن الاول مارواه أبو دواد رحمه الله تعالى في سسنه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً لعن الريح وقال مسلم : إن رجلاً نازعته الريح رداءه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلعنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنها فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه .






ومثال الثاني ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن عبد الرحمن أبن بكرة عن أبيه قال : أثنى رجل على رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وفي رواية لمسلم : فقال رجل يا رسول الله مامن رجل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منه في كذا وكذا فقال : ويلك قطعت عنق صاحبك ، قطعت عنق صاحبك مرارً،ثم قال : من كان منكم مادحاًأخاه لا محالة فليقل : أحسب فلاناً والله حسيبه ولاأزكي على الله أحد ، أحسبه كذا وكذا ، إن كان يعلم ذلك منه.






وفي رواية البخاري في الأدب المفرد عن محجن الأسلمي رضي الله عنه في قصة له قال : حتى إذا كنا في المسجد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي ويسجد ويركع فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا؟ فأخذت أطريه فقلت : يا رسول الله هذا فلان وهذا وهذا [ وفي رواية في الأدب المفرد أيضاً هذا فلان وهو من أحسن أهل المدينة صلاة ] فقال : أمسك ، لا تسمعه فتهلكه .






وفي رواية للبخاري عن أبي موسى رضي الله عنه قال : سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يثني على رجل ويطريه في مدحه فقال : أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل .






فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هنا لهذا المبالغ في المدح المخطئ فيه عاقبة خطئه وذلك أن الزيادة في الإطراء تدخل في قلب الممدوح الغرور فيتيه بنفسه كبراً أو إعجاباً ، وربما يفتر عن العمل متواكلاً على الشهرة الآتية من المدح أو يقع في الرياء لما يحسه من لذة المدح ، فيكون في ذلك هلاكه ، وهو ماعبر عنه صلى الله عليه وسلم بقوله : (( أهلكتم )) أو (( قطعتم عنق الرجل )) أو (( ظهر الرجل )).






ثم إن المادح قد يجازف في المدح ويقول مالا يتحققه ، ويجزم بما لا يستطيع الاطلاع عليه ، وقد يكذب وقد يرائي الممدوح بمدحه ، فتكون الطامة ، لاسيما إن كان الممدوح ظالماً أو فاسقاً .


والمدح ليس منهيا عنه بإطلاق ، وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم أشخاصاً وهم حضور ، وقد جاء في عنون البا في صحيح مسلم إيضاح مهم : باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط وخيف منه فتنة على الممدوح .


والذي يعد نفسه مقصراً لا يضره المدح واذا مدح لايغتر لأنه يعرف حقيقة نفسه قال بعض السلف : اذا مدح الرجل في وجهه فليقل : اللهم اغفرلي مالا يعلمون ، ولاتؤخذني بما يقولون ، واجعلني خيراً مما يظنون.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 4:49 pm

تعليم المخظئ عملياً .

في كثير من الاحيان يكون التعليم العملي أقوى وأشد أثراً من التعليم النظري ، وقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد روى جبير بن نفير عن أبيه أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر له بوضوء فقال : توضأ ياأبا جبير ، فبدأ أبو جبير بفيه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لايبتدئ بفيك يا أبا جبير ، فإن الكافر يبتدئ بفيه ، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء ، فغسل كفيه حتى أنقاهما ، ثم تميمي واستنشق ثلاثاً ، وغسل وجهه ثلاثاً ، وغسل يده اليمنى الى المرفق ثلاثاً ، واليسرى ثلاثاً ، ومسح رأسه ، وغسل رجليه .






والملاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم عمد الى تنفير ذلك الصحابي من فعله المجانب للصواب عندما أخبره أن الكافر يبدأ بفيه ، ولعل المعنى أن الكافر لا يغسل كفيه قبل إدخالهما في الاناء وهذا من عدم المحافظة على النظافة والله أعلم .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 4:51 pm

تقديم البديل الصحيح :

عن عبدالله بن مسعود قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلبا : السلام على الله من عباده ، والسلام على فلان وفلان ( وفي رواية النسائي السلام على جبريل ، السلام على ميكائيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لاتقولوا السلام على الله ، فإن الله هو السلام ، ولكن قولوا : التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فإنكم إذا قلتم أصاب كل عبد في السماء أو بين السماء والأرض ، أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمد اً عبده ورسوله ، ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو.






ومن هذا الباب ماروى عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة ، فشق ذلك عليه حتى رئي في وجهه ، فقام فحكه بيده ، فقال : إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه ، أو إن ربه بينه وبين القبلة فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدميه ، ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ، ثم رد بعضه على بعض فقل أو يفعل هكذا .






وفي رواية : لا يتفلن أحدكم بين يديه ولا عن يمينه ولكن عن يساره أو تحت رجله .






ومثال آخر : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : جاء بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتمر بربي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من أين هذا ؟ قال بلال : كان عندنا تمر ردي ، فبعت منه صاعين بصاع لنطعم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك : أوه أوه عين الربا عين لا تفعل ، ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التمر ببيع آخر ثم اشتره .






وفي رواية : أن غلاماً للنبي صلى الله عليه وسلم أتاه ذات يوم بتمر ريان وكان تمر النبي صلى الله عليه وسلم بعلاً فيه يبس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أني لك هذا التمر ؟ فقال : هذا صاع اشتريناه بصاعين من تمرنا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تفعل فإن هذا لا يصلح ولكن تمرك واشتر من أي تمر شئت .






والذي نجده في واقع بعض الدعاة الآمرين بالمعروف الناهين عن المبكر قصوراً في دعوتهم عند إنكار بعض أخطاء الناس ، وذلك بالاكتفاء بالتخطئة وإعلان الحرمة دن تقديم البديل أو بيان ماهو الواجب فعله إذا حصل الخطأ ، ومعلوم من طريقة الشريعة أنها تقدم البدائل عوضاً عن أي منفعة محرمة ، فلما حرمت الزنا شرعت النكاح ، ولما حرمت الربا أباحت البيع ، ولما حرمت الخنزير والميتة وكل ذي ناب ومخلب أباحت الذبائح من بهيمة النعام وغيرها وهكذا .





ثم لو وقع الشخص في أمر محرم قفد أو جدت له الشريعة المخرج بالتوبة والكفارة كما هو مبين في نصوص الكفارات .




فينيغي على الدعاة أن يحذوا حذو الشريعة في تقديم البدائل وإيجاد المخارج الشرعية .




ومما تجدر الإشارة إليه أن مسألة تقديم البدائل هي بحسب الإمكان والقدرة ، فقد يكون الأمر أحياناً خطأ يجب الامتناع عنه ، ولا يوجد في الواقع بديل مناسب ، إما لفساد الحال وبعد الناس عن شريعة الله أو أن الآمر الناهي لا يستحضر شيئاً أو ليس لديه إلمام بالبدائل الموجودة في الواقع ، فهو سينكر ويغير الخطأ ولو لم يوجد لديه بديل يقوله ويوجه إليه ، وهذا يقع كثيراً في بعض التعاملات المالية وأنظمة الاستثمار التي نشأت في مجتمعات الكفار ونقلت بما هي عليه من المخالفات الشرعية إلى مجتمعات المسلمين ، وفي المسلمين من القصور والضعف مايحول دون إيجاد البديل الشرعي وتعميمه .





ولكن يبقى الحال أن ذلك قصور ونقص و أن المنهج الإلهي فيه البدائل والمخارج التي ترفع الحرج والعنت عن المسلمين علمها من علمها ، وجهلها من جهلها .

الإرشاد إلى ما يمنع من وقوع الخطأ :

عن أبي أمامة بن سهل ين حنيف أن أباه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وساروا معه نحو مكة ، حتى إذا كانوا بشعب الخزار من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف وكان رجلاً أبيض حسن الجسم والجلد ، فنظر إلية عامر بن ربيعة أخوبني عدي بن كعب وهو يغتسل ، فقال : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة ( المخبأة : هي الفتاة في خدرها وهو كناية عن شدة بياضه ) فلبط سهل ( أي : صرع وسقط على الأرض ) ، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له : يل رسول الله ! هل لك في سهل ، والله ما يرفع رأسه وما يفيق . قال : هل تتهمون فيه من أحد ؟ قالوا نظر إلية عامر بن ربيعه . فدعاً رسول الله صلى الله عليه وسلم عامراً فتغيظ عليه وقال : اغتسل له . فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب ذلك الماء عليه يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه يكفئ القدح وراءه ، ففعل به ذلك ، فراح سهل مع الناس ليس به بأس .






وفي رواية مالك رحمه الله عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف انه سمع أباه يقول : اغتسل أبي سهل بن حنيف بالخرار ، فنزع جبه كانت عليه ، وعامر بن ربيعه ينظر . قال : وكان سهل رجلاً أبيض حسن الجلد ، قال : فقال له عامر بن ربيعه : ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء .






قال فوعك سهل مكانه واشتد وعكه ، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجبر أن سهلاً وعك وأنه غير رائح معك يا رسول الله ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجبره سهل بالذي كان من أمر عامر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علام يقيل أحدكم أخاه ، ألا بركت إن العين حق . توضأله . فتوضأ له عامر فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس .






وقد تضمنت هذه القصة :






- تغيظ المربي على من تسبب في إيذاء أخيه المسلم .


- بيان مضرة الخطأ وأنه ربما يؤدي إلى القتل.


- الإرشاد إلى ما يمنع من وقوع الضرر وإيذاء المسلم .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 4:53 pm

عدم مواجهه بعض المخطئين بالخطأ والاكتفاء بالبيان العام :

عن أنس بن مالك حدثهم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال أقوم يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم . فاشتد قوله في ذلك حتى قال : لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم .






ولما أرادت عائشة رضي الله عنها شراء جارية اسمها بريرة رفض أهلها بيعها إلا بشرط أن يكون الولاء لهم ، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم قام في الناس فحمد الله وأثني عليه ، ثم قال : ما بال رجال يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله ؟ ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط قضاء الله أحق وشرط الله أوثق ، وإنما الولاء لمن أعتق .






وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ضع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه فتنزه عنه قوم ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فخطب فحمد الله ، ثم قال : ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه ؟ فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية






وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد فأقبل على الناس ، فقال : ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه فيتنخع عن يساره تحت قدمه ، فإن لم يجد فليقل هكذا . ووصف القاسم فتفل في ثوبه ثم مسح بعضه على بعض .






وروى النسائي في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه صلى صلاة الصبح فقرأ الروم ، فالتبس عليه ، فلما صلي قال : ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور ، فإنما يلبس علينا القرآن ، أولئك .


والأمثلة كثيرة ويجمعها عدم فضح صاحب الخطأ . وأسلوب التعريض بالمخطئ وعدم مواجهه له فوائد منها :


1- تجنب رد الفعل السلبي للمخطئ وإبعاده عن تزيين الشيطان له بالانتقام الشخصي والانتصار للنفس .


2- أنه أكثر قبولاً وتأثيرا في النفس .


3- أنه أستر للمخطئ بين الناس .


4- ازدياد منزلة المربي وزيادة المحبة للناصح .


وينبغي الانتباه إلى أن اسلوب التعريض هذا لإيصال الحكم إلى المخطئ دون فضحة وإحراجه إنما يكون إذا كان أمر المخطئ مستوراً لا يعرفه أكثر الناس ، أما إذا كان أكثر الحاضرين يعرفونه وهو يعلم بذلك ،فإن الأسلوب حينئذ قد يكون اسلوب تقريع وتوبيخ وفضح بالغ السوء والمضايقة للمخطئ ، بل إنه ربما يتمنى لو أنه ووجه بخطئه ولم يستعمل معه ذلك الأسلوب . ومن الأمور المؤثرة فرفاً : من هو الذي ويوجه الكلام ؟ وبحضرة من يكون الكلام ؟ وهل كان باسواب الإثارة والاستفزاز أم بأسلوب النصح والإشفاق ؟






فالأسلواب غير المباشر أسلوب تربوي نافع للمخطئ ولغيره إذا استعمل بحكمة


إثارة العامة على الخطئ :

وهذا يكون في أحوال معينة وينبغي أن يوزن وزنا دقيقاً حتى لا يكون له مضاعفات سلبية وفيما يلي مثال نبوي لهذه الوسلية :


عن ابي هريرة قال : جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال : اذهب فاصبر فأتاه مرتين أم ثلاثاً ،فقال : اذهب فاطرح متاعك في الطريق ، فطرح متاعه في الطريق ، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره ، فجعل الناس سلعنونه فعل الله به وفعل وفعل ، فجاء اليه جاره فقال له ارجع لا ترى منى شيئاً تكرهه .






ويقابل هذا الاسلوب أسلوب آخر يستخدم في أحوال أخرى ومع أشخاص آخرين في حماية المخطئ من إيدذاء العامة ويبينه الفقراء التالية :


تجنب إعانة الشيطان على المخطئ :


عن عمر بن الخطاب أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبدالله وكان يقلب حماراً ، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم د جلده في الشراب ، فأتي به يوماً فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم : اللهم العنه، ما أكثر مايؤتى به . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه فو الله ماعلمت إنه يحب الله ورسوله.






وعن أبي هريرة قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم بسكران ، فأمر بضربه ، فمنا من يضربه بيده ، ومنا من يضربه بنعله ، ومنا من يضربه بثوبه ، فلما انصرف قال رجل : ماله! أخزاه الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم .






وعنه رضي الله قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلمبرجل قد شرب ، قال : اضربوه . قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده ، والضارب بنعله ، والضارب بثوبه ، فلما انصرف قال بعض القوام : أخزاك الله . قال : ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) لا قولوا هكذا . لاتعينوا عليه الشيطان.






وفي رواية ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : بكتوه ، فأقلبوا عليه يقولون : ما اتقيت الله ، ماخشيت الله ، وما استحييت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أرسلوه وقال في آخره : ولكن قولوا اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، وبعضهم يزيد الكلمة ونحوها .






وفي رواية : فما انصرف قال بعض القوم : أخزاك الله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لاتقولوا هكذا ، لاتعينوا عليه الشيطان ، ولكن قولوا رحمك الله .


ويستفاد من مجموع هذه الروايات أن المسلم وإن وقع في معصية ف‘نه يقى معه أصل الاسلام وأصل المحبة لله ورسوله ، فلا يجوز أن ينفى عنه ذلك ولا أن يدعى عليه بما يعين عليه الشيطان ، بل يدعى له بالهداية والمغفرة والرحمة .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 4:55 pm

طلب الكف عن الفعل الخاطئ :





من الاهمية بمكان إيقاف المخطئ عن الاستمرار في الخطأ حتى لايزداد سوءاً ، وحتى يحصل القيام بإنكار المنكر ولايتأخر .





عن عمر أنه قال : لا وأبي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مه إنه من حلف بشئ دون الله فقد أشرك .






(( مه )) كلمة زجر وانكار بمعنى : اكفف .






وروى أبو داود في سسننه عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه قال : جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : اجلس فقد آذيت .






وروى الترميذي عن ابن عمر قال : تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كف عنا جشاءك ف‘ أكثرهم شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة . ففي هذه الأحاديث الطلب المباشر من المخطئ بالكف والامتناع عن فعله.


ارشاد المخطئ الى تصحيح خطئه :

وقد كان ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم بعدة أساليب منها :






ـ محاولة لفت نظر المخطئ إلى خطئه ليقوم بتصحيحه بنفسه :






ومن الأمثلة على ذلك مارواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ال : فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فرأى رجلاً جالساً وسط المسجد مشبكاً بين أصابعه يحدث نفسه فأوما إلية النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يفطن ، قال : فالتفت إلى أبي سعيد فقال : إذا صلي أحدكم فلا يشبكن بين أصابعه فإن التشبيك من الشيطان ن فإن أحدكم لا يزال في صلاة مادام في المسجد حتى يخرج .






- طلب إعادة الفعل على الوجه الصحيح إذا كان ذلك ممكناً :

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم الس في ناجية المسجد ،فصلي ، ثم جاء فسلم عليه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعليك السلام ، ارجع فصل فإنك لم تصل ، فرجع فصلى ، ثم جاء فسلم ، فقال : وعليك السلام فارجع فصل فإنك لم تصل ، فقال في الثانية أو في التي بعدها : علمني يا رسول الله . فقال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ، ثم اقرأ بما يتسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ، ثم ارفع حتى تستوي قائماً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم أرفع حتى تطمئن جالساً / ثم أفعل ذلك في صلاتك لكها .

ومن الملاحظ :


· أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينتبه لأفعال الناس من حوله كي يعلمهم وقد وقع في رواية النسائي : أن رجلا دخل المسجد فصلى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقه ونحن لانشعر فلما فرغ أقبل فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ارجع فصل فإنك لم تصل ... الحديث فمن صفة المربي أن يكون يقظاً لأفعال من معه .


· إن من الحكمة في التعليم طلب إعادة إعادة الفعل من المخطئ لعله ينتبه الى خطئه فيصححه بنفسه خصوصاً إذا اهتم بمعرفتها وسأل عنها وتعلقت بها نفسه أوقع أثراً فيحسه وأحفظ في ذهنه من إعطائه إياها ابتداء دون سؤال ولا تشوف.


إن وسائل التعليم كثيرة يختار منها المربي ما يناسب الحال والظرف.


ومن أمثلة طلب إعادة الفعل الخاطئ على الوجه الصحيح أيضاً مارواه مسلم رحمه الله تعالي في صحيحة عن جابر أخبرني عمر بن الخطاب أن رجلاً توضأ فترك موضع ظفر على قدمه فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ارجع فأحسن وضوءك ، فرجع ثم صلى.

ومثال ثالث فيما رواه الترمذي رحمه الله تعالي في سننه عن كلدة بن حنبل أن صفوان بن أمية بعثه بلبن ولنا وضغابيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى الوادي . قال : فدخلت عليه ولم أسلم ، أستأذن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ارجع فقل السلام عليكم أأدخل ؟






- طلب تدارك ما أمكن لتصحيح الخطأ :

- فقد روى البخاري رحمه الله تعالي في صحيحه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ، فقام رجل فقال : يا رسول الله امرأتي خرجت حاجة و اكتتبت في غزوة كذا وكذا . قال : ارجع فحج مع امرأتك .






- إصلاح آثار الخطأ:

روى النسائي رحمة الله تعالي في سننه عن عبد الله بن عمرو أن رجلاً أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني جئت أبايعك على الهجرة ولقد تركت أبوي يبكيان . قال: ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما .






- الكفارة عن الخطأ:

إذا كانت بعض الأخطاء لا يمكن استدراكها فإن الشريعة قد جعلت أبوابا أخر لمحو أثرها ، ومن ذلك الكفارات وهي كثيرة ، ككفارة اليمين ، والظهار، وقتل الخطأ ، والوطء في نهار رمضان وغيرها .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 4:57 pm

إنكار موضع الخطأ وقبول الباقي :






قد لا يكون الكلام أو الفعل كله خطأ ، فيكون من الحكمة الاقتصار في الإنكار على موضع الخطأ وعدم تعميم التخطئة لتشمل سائر الكلام أو الفعل ، يدل على ذلك ما أخرجه البخاري رحمه الله تعالي في صحيحة عن الربيع بنت معود بن عفراء قالت : جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حين بني علي ، فجلس على فراشي كمجلسك مني ، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندين من قتل من آبائي يوم بدر ، إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم مافي غد . فقال : دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين .






وفي رواية الترمذي فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسكتي عن هذه وقولي الذي كنت تقولين قبلها .






وفي رواية ابن ماجه : فقال : أما هذا فلا تقولوه ما يعلم ما في غد إلا الله ولا شك أن مثل هذا التصرف يشعر المخطئ بإنصاف وعدل القائم بالإنكار والتصحيح ويجعل تنبيهه أقرب للقبول في نفس المخطئ بخلاف بعض المنكرين الذين قد يغضب أحدهم من الخطأ غضباً يجعله يتعدى في الإنكار يصل به إلى تخطئه ورفض سائر الكلام بما اشتمل عليه من حق وباطل مما يسبب عدم قبول كلامه وعدم انقياد المخطئ للتصحيح .






وبعض المخطئين لا يكون خطؤهم في ذات الكلام الذي تفوهوا به ولكن في المناسبة التي قالوا فيها ذلك الكلام كمثل قول البعض عند وفاة شخص : الفاتحة . ثم يقرؤها الحاضرون ، وقد يحتجون بأن ما قرأوه قرآنا وليس كفراً ، فلابد أن يبين لهم أن الخطأ في فعلهم هو في تخصيص الفاتحة بهذه المناسبة على وجه التعبد دون دليل شرعي ، وهذه هي البدعة بعينها .


وهذا المعني هو الذي لفت إلية ابن عمر رضي الله عنه نظر رجل عطس إلى جنبه فقال : الحمد لله والسلام على رسول الله . فقال ابن عمر : وأنا أقول الحمد لله والسلام على رسول الله ، وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا أن نقول الحمد لله على كل حال .


إعادة الحق إلى صاحبه وحفظ مكانة المخطئ :






روى مسلم عن عوف بن مالك قال : قتل رجل من حمير رجلاً من العدو ، فأراد سلبه ، فمنعه خالد بن الوليد ، وكان والياً عليهم ، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وف بن مالك فأخبره ، فقال لخالد : ما منعك أن تعطبه سلبه ؟ قال : أستكثرته يا رسول الله . قال : ادفعه إلية ، فمر خالد بعوف فجر بردائه ثم قال : هل أنجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستغضب فقال : لا تعطه يا خالد ، كمثل رجل استرعي إبلا أو غنما فرعاها ، ث تحين سقيها فأوردها حوضاً فشرعت فيه فشربت صفوه ، وتركت كدره ، فصفوه لكم وكدره عليهم .






ورواه الإمام أحمد رحمه الله بسياق أتم من هذا عن عوف بن مالك الأشجعي قال : غزونا غزوة إلى طرف الشام ، فأمر علينا خالد بن الوليد ، قال : فانضم إلينا رجل من أمداد حمير، فأوى إلى رحلنا ليس معه شئ إلا سيف ليس معه سلاح غيره ، فنحر رجل من المسلمين جزوراً فلم يزل يحتل حتى أخذ من جلده كهيئة المجن حتى بسطه على الأرض ، ثم وقد عليه حتى جف فجعل له ممسكا كهيئة الترس فقضي أن لقينا عدونا فيهم أخلاط من الروم والعرب من قضاعة ، فقاتلونا قتالاً شديداً ، وفي القوم رجل من الروم على فرس له أشقر وسرج مذهب ومنطقة ملطخة ذهبا وسيف مثل ذلك ،فجعل يحمل على القوم ويغري بهم فلم يزل ذلك المددي يحتال لذلك الرومي حتى مر به فاستقفاه ، فضرب عرقوب فرسه بالسيف فرقع ، ثم أتبعه ضرباً بالسيف حتى قتله ، فأعطاه خالد بعض سلبه وأمسك سائر ، فلما رجع إلى رحل عوف ذكره فقال له عوف : ارجع إلية فليعطك ما بقي ، فرجع أليه فأتي عليه ، فمشى عوف حتى أتى خالد فقال : أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل ؟ قال: بلى ، قال : فما يمنعك أن تدفع إليه سلب قتيله ؟ قال خالد : استكثرته له . قال عوف فاستعدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعا خالداً وعوف قاعد . فقال رسول صلى الله عليه وسلم : ما يمنعك يا خالد أن تدفع إلى هذا سلب قتيله ؟ قال : استكثرته له رسول الله .


فقال : ادفعه إليه . قال : فمر بعوف فجر عوف بردائه فقال : ليجزي لك ماذكرت لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم استغضب فقال : لا تعطه يا خالد هل أنتم تاركي امرأتي .


إنما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعي إبلاً أو غنما فرعاها ثم تخير سقيها فأوردها حوضاً فشرعت فيه فشربت صفوة الماء وتركت كدوه فصفوه لكم وكدره عليهم .






ونلا حظ أن خالداً لما أخطأ في اجتهاده بمنع القاتل من السلب الكثير أمر النبي صلى الله عليه وسلم بوضع الأمر في نصابه بإعادة الحق إلى صاحبه ، ولكنه عليه الصلاة والسلام غضب لما سمع عوفاً رضي الله عنه يعرض بخالد وتيهكم عليه بقوله : هل أنجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان عوف قد جر برداء خالد لما مر بجانبه ، فقال صلى الله عليه وسلم : لا تعطه يا خالد ، وهذا من باب رد الاعتبار إلى الأمير والقائد لأن في حفظ مكانته بين الناس مصلحة ظاهرة










وقد يرد هنا الإشكال الآتي : إذا كان القاتل قد استحق السلب ،فيكف يمنعه إياه ؟ أجاب النووي رحمه الله عن ذلك بوجهين :






أحدهما : لعله أعطاه بعد ذلك للقاتل وإنما أجره تعزيراً له ولعوف بن مالك لكونها أطلقاً ألسنتهما في خالد رضي الله عنه وانتهكا حرمة الوالي ومن ولاه .






الوجه الثاني : لعله استطاب قلب صاحبه فتركه صاحبه بإختياره وجعله للمسلمين ، وكان المقصود بذلك استطابة قلب خالد رضي الله عنه للمصلحة في إكرام الامراء .


ومن شواهد مسألة إعادة الاعتبار لمن أخطئ عليه ماجاء في مستند الامام أحمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن رجلاً مر على قوم فسلم عليهم ، فردوا عليه السلام ، فلما جاوزهم قال رجل منهم : والله إني لأبغض هذا في الله . فقال أهل المجلس : بئس والله ما قلت ، أما والله لننبئنه ، قم يا فلان ـ رجلاً منهم ـ فأخبره . قال : فأدركه رسولهم فأخبره بما قال ، فانصرف الرجل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يارسول الله !مررت بمجلس من المسلمين قيهم فلان ، فسلمت عليهم ، فردوا السلام ، فلما جاوزتهم أدركني رجل منهم فأخبرني أن فلاناً قال : والله إني لأبغض هذا الرجل في الله ، فادعه فسله على مل يبغضني . فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : فسأله عما أخبره الرجل فاعترف بذلك ، وقال : قد قلت له ذلك يارسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلم تبغضه؟ قال : أنا جاره وأنا به خابر ، والله مارأيته يصلي صلاة قط إلا هذه الصلاة المكتوبة التي يصليها البر والفاجر ، قال الرجل : سله يارسول الله هل رآني قط أخرتها عن وقتها ؟ أو أسأت الوضوء لها ؟ أو أسأت الركوع والسجود فيها ؟ فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : لا. ثم قال : والله ما رأيته يصوم قط إلا هذا الشهر الذي يصوم البر والفاجر . قال رسول صلى الله عليه وسلم فقال : لا ، ثم قال : والله ما رأيته يعطي سائلاً قط ولا رأيته ينفق من ماله شيئاً في شىء من سبيل الله بخير إلا هذا الصدقة التي يؤديها البر والفاجر . قال : فسله يا رسول الله هل كتمت من الزكاة شيئاً قط ؟ أو ما كست فيها طالبها ؟ قال : فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : لا ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قم إن أدري لعله خير منك .






ومن الأمور المهمة حفظ مكانة المخطئ بعد توبته ورجوعه لكي يثبت على الاستقامة ويمارس حياة عادية بين الناس ، وقد جاء في قصه المرأة المخزومية – التي قطعت يدها – عن عائشة رضي الله عنها : فحسنت توبتها بعد وتزوجت وكانت تأتيني بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 5:00 pm

توجيه الكلام إلى طرفي النزاع في الخطأ المشترك :





في كثير من الأحيان يكون الخطأ مشتركاً ، ويكون المخطأ عليه مخطئاَ في الوقت نفسه، ولكن نسبة الخطأ ربما تتفاوت بين الطرفين ، فينبغي توجيه الكلام والنصح إلى طرفي الخطأ ، وفيما يلي مثال :

عن عبد الله بن أبي أوفي قال : شكا عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم :يا خالد لا تؤذ رجلاً من أهل بدر ، فلو أنفقت مثل أحد ذهباً لم تدرك عمله فقال : يقعون في فأرد عليهم فقال : لا تؤذوا خالداً فإنه سيف من سيوف الله عزوجل صبه الله على الكفار .


مطالبة المخطئ بالتحلل ممن اخطأ عليه :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كانت العرب تخدم بعضها بعضا في الأسفار، وكان مع أبي بكر وعمر رجل يخدمهما ، فناما ، فاستيقظا ولم يهيئ لهما طعاماً ، فقال أحدهما لصاحبه : إن أبا بكر وعمر يقرئانك السلام وهما يستأدمانك (أي يطلبان الإدام للطعام ) فقال : أقرهما السلام ,أخبر هما أنهما قد ائتدما! ففزعا ، فجاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا : يا رسول الله ، بعثنا إليك نستأدمك فقلت : قد ائتدما ، فبأي شيء ائتدمنا ؟ قال : بلحم أخيكما، والذي نفسي بيده إني لأرى لحمه بين أنيابكما . يعني لحم الذي استغاباه ، قالا : فاستغفر لنا ، قال : هو فليستغفر لكما .







تذكر المخطئ بفضل من اخطأ عليه ليندم ويغتذر :

وقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما حصل بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، فقد روى البخاري رحمه الله تعالي في كتاب التفسير من صحيحة عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كانت بين أبي بكر وعمر محاورة فأغضب أبوبكر عمر ، فاضرف عنه عمر مغضباً ، فاتبعه أبوبكر يسأله أن يستغفر له ، فلم يفعل ، حتى أغلق بابه في وجهه ، فأقبل أبوبكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو الدرداء : ونحن عنده قال :وندم عمر على ما كان منه ، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقص على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر ، قلا أبو الدرداء : وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل أنتم تاركون لي صاحبي ؟ هل أنتم تاركون لي صاحبي ؟ إني قلت : أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ، فقلتم : كذبت . وقال أبوبكر صدقت .






وروى البخاري القصة أيضاُ في كتاب المناقب من صحيحة عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ اقبل أبوبكر أخذاً بطرف ثوبه أبدى عن ركبته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما صاحبكم فقد غامر ،فسلم وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ، ثم ندمت فسالته أن يغفر لي فأبي علي ، فأقبلت إليك . فقال : يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا، ثم إن عمر ندم فأتي منزل أبي بكر فسأل : أثم أبو بكر فقالوا : لا ، فأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فسلم ، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر ، فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم مرتين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صدق وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين فما أوذي بعدها .



التدخل لتسكين الثائرة ونزع فتيل الفتنه بين المخطئين :

وقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في عدد من المواضع ولما أو شك أن يقع بين المسلمين اقتتال تدخل عليه الصلاة والسلام كما جاء في حادثه الإفك عن عائشة رضي الله عنها قالت في تلك القصة :فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي وهو على المنبر فقال : يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي والله ما عملت على أهلي إلا معي . قالت : فقام سعد بن معاذ أخوبني عبد الأشهل ، فقال : أنا يا رسول الله أعذرك فإن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك . قالت : فقام رجل من الخزرج وكانت أم حسان بنت عمه من فخذه وهو سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج قالت : وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً ولكن احتملته الحمية فقال لسعد : كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله ولو كان من رهطك ما أحببت أن يقتل . فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد فقال لسعد بن عبادة : كذبت لمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافق . قالت : فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر . قالت : فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم خفضهم حتى سكتوا .






وقد ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم وتأخر من أجل ذلك عن بداية صلاة الجماعة كما في الصحيحين، وفي رواية النسائي : عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : وقع بين حيين من الأنصار كلام حتى تراموا بالحجارة ، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهم ، فحضرت الصلاة فأذن بلال وانتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتبس فأقام الصلاة وتقدم أبو بكر رضي الله عنه .. الحديث .






وفي رواية لأحمد عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم آت . فقال : إن بني عمرو بن عوف قد اقتتلوا وتراموا بالحجارة فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهم ..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 5:01 pm

إظهار الغضب من الخطأ :

إذا رآه أو سمع به وخصوصاً عندما يكون الخطأ متعلقاً بالاعتقاد ومن ذلك الخوض في القدر والتنازع في القرآن : ففي سنن ابن ماجه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحاب وهم يختصمون في القدر فكأنما يفقا في وجهه حب الرمان من الغضب . فقال : بهذا أمرتم أو لهذا خلفتم تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم قال : فقال عبد الله بن عمرو : ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتخلفي عنه .

وعند ابن أبي عاصم في كتاب السنة : خرج رسول الله على أصحابه وهم يتنازعون في القدر ، هذا ينزع آية وهذا ينزع آية فكأنما سفي في وجهه حب الرمان فقال : ألهذا خلقتم أم بهذا أمرتم لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، انظروا ما أمرتم به فاتبعوه وما نهيتم عنه فاجتنبوه .






ومما حصل من غضبه صلى الله عليه وسلم إنكارا في مسألة من الأساسات ما حصل في قصة عمر رضي الله عنه في قضية مصدر التلقي ، فقد روى أحمد رحمه الله تعالي في مسنده عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب أتي النبي صلى الله عليه وسلم كتاب أصابه من بعض أهل الكتب فقرأه ! النبي صلى الله عليه وسلم فغضب فقال : أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حياً ما وسعه إلا يتبعني .






وقد روى الحديث أيضاً الدارمي رحمه الله تعالي عن جابر أن عمر بن الخطاب أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنسخه من التوراة ووجه رسول الله هذه نسخه من التوراة فسكت فجعل يقرأ ووجه رسول الله يتغير . فقال أبو بكر : ثكلتك الثواكل ما ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر عمر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله صلى الله عليه وسلم رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً . فقال رسول الله والذي نفس محمد بيده لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل ولو كان حياً وأدرك نبوتي لا تبعني .






ومن شواهده حديث أبي الدرداء قال : جاء عمر بجوامع من التوراة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله فقال : يا رسول الله جوامع من التوراة أخذتها من أخ لي من بني زريق فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله بن زيد – الذي اري الأذان – أمسخ الله عقلك ؟ ألا ترى الذي بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر: رضينا الله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد نبياً وبالقرآن إماما فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : والذي نفس محمد بيده لو كان موسى بين أظهركم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ضلالاً بعيداً انتم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين .






ونلاحظ في شواهد هذه القصة الدور المسائد للمربي من قبل الحاضرين مع ملاحظة تغير وجه المربي واتخاذ الموقف بناء على ذلك ولا شك أن اجتماع هذه الأمور يحدث في نفس الموعوظ الأثر البالغ فإن العملية مرت بالمراحل التالية :






أولاً : الانفعال الذي حدث للنبي صلى الله عليه وسلم بتغير وجهه غضباً قبل أن يتكلم .


ثانياً : ملاحظه الصديق وعبد الله بن زيد لذلك وتنبيه عمر عليه .


ثالثا: تبنه عمر لخطئه ومبادرته إلى تصحيح ذلك والاعتذار عما فعل مستعيذاً بالله من غضب الله وغضب رسوله ومعلناً للأصل الأصيل من الرضى بالله ورسوله ودينه .


رابعاً : انفراج أسارير النبي صلى الله عليه وسلم من رجوع عمر وإدراكه لخطئه .


خامساً : التعقيب النبوي الكريم في تثبيت الأصل والتأكيد عليه من وجوب اتباع شريعة النبي صلى الله عليه وسلم والتحذير من مصادر التلقي الأخرى .






ومما حصل من غضبه صلى الله عليه وسلم لرؤية منكر ما ورد في صحيح البخاري رحمه الله تعالي عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رئي في وجهه فقام فحكه بيده فقال : إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه أو إن ربه بيته وبين القبلة فلا يبرقن أحدكم قبل قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدميه ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض فقال أو يفعل هكذا .


ومما حصل من غضبه صلى الله عليه وسلم عند سماعه لخطأ أدى إلى مفسدة ما ورد في البخاري أيضاً عن أبي مسعود الأنصاري قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني والله لأتأخر عن صلاة الغداء من أجل فلان مما يطيل بنا فيها فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قط أشد غضباً في موعظة منه يومئذ ثم قال :يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم ما صلى بالناس فليوجز فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة .






ومن هذا الباب أيضاً إظهار المفتي للغضب عند تكلف المستفتي وتعنته فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : جاء أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عما يلتقطه فقال عرفها سنه ثم احفظ عفاصها ووكاءها فإن جاء أحد يخيرك بها وإلا فاستنفقها قال : يا رسول الله فضالة الغنم . قال : لك أو لأخيك أو للذئب . قال : ضالة الإبل فتمعر وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما لك ولها معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجرة .






إن انفعال المربي المتوازن مع الخطأ عند حدوثه أو رؤيته أو سماعه بحيث يرى ذلك في وجهه ويعرف في صوته وأسلوبه هو علامة حياة في القلب ضد المنكر وعدم السكوت عليه حتى تقع في قلوب الحاضرين الرهبة من ذلك الخطأ ويعمل الكلام وقت الانفعال في النفوس عمله المؤثر ، هذا بخلاف كتم الأمر أو تأخيره فربما يبرد أو يزول أثر التعليق .






وقد يكون من الحكمة تأخير التعليق على الحادثة المنكرة أو الكلام الخطير الخاطئ إلى حين جمع الناس أو اجتماعهم لأجل أهمية الأمر أو لعدم وجود العدد الكافي الذي يتعظ وينقل ولا مانع من تعليقين خاص مباشر وعام مؤخر ، ففي صحيح البخاري عن أبي حميد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عاملاً فجاء العامل حين فرغ من عمله فقال : يا رسول الله هذا لكم وهذا أهدي لي . فقال له : أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك فنظرت أيهدى لك أم لا ، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية بعد الصلاة فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : أما بعد فما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول هذا من عملكم وهذا من أهدي لي أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر هل يهدى له أم لا فو الذي نفس محمد بيده لا يغل أحدكم منها شيئاً إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه إن كان بعيراً جاء به له رغاء وإن كانت بقرة جاء بها لها خوار وإن كانت شاة جاء بها يتعر فقد بلغت ، فقال أبو حميد ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده حتى إنا لننظر إلى عفرة إبطيه .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 5:03 pm

التولي عن الخطئ وترك جداله لعله يراجع الصواب:

روى البخاري رحمه الله عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : ألا تصلون ؟ فقال علي : فقلت يا رسول الله إنما انفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قاله له ذلك ولم يرجع إليه شيئاً ثم سمعه وهو مدبر يضرب فخذه وهو يقول { وكان الإنسان أكثر شئ جدلا} .


عتاب المخطئ :

كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع حاطب رضي الله عنه حينما علم أنه أرسل إلى كفار قريش يخبرهم بنية المسلمين في التوجه إلى مكة لفتحها فإنه قال له : ما حملك يا حاطب على ما صنعت قال : ما بي إلا أن أكون مؤمناً بالله ورسوله وما غيرت ولا بدلت أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله به عن أهله وماله ، قال : صدق فلا تقولوا له إلا خيراً ، قال فقال عمر بن الخطاب : إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين فدعني فأضرب عنقه ، قال : فقال :يا عمر وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة ، قال : فدمعت عينا عمر وقال : الله ورسوله اعلم .






وفي هذه القصة عدد من الفوائد التربوية العظيمة:






1- معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي المخطئ خطأ بالغاً بقوله له : ما حملك على ما صنعت .


2- الاستعلام عن السبب الذي دفع بالمخطئ إلى الخطأ وهذا لا شك سيؤثر في الموقف الذي سيتخذ منه.


3- أن أصحاب الفضل والسابقة ليسوا معصومين من الذنب الكبير.


4- أن على المربي أن يكون واسع الصدر في تحمل أخطاء أصحابه ليدوموا معه على المنهج السوي فالغرض إصلاحهم لا إبعادهم .


5- أن على المربي أن يقدر لحظه الضعف البشري التي قد تمر ببعض القدامي .


6- المدافعة عمن يستحق الدفاع عنه من المخطئين .


7- أن المخطئ إذا كانت له حسنات عظيمة سابقة فلابد أن تؤخذ بالاعتبار عند تقويم خطئه واتخاذ موقف منه .



لوم المخطئ :

الخطأ الواصخ لا يمكن السكوت عليه ولابد من توجيه لوم وتأنيب إلى المخطئ بادئ ذي بدئ ليحس بخطئه .


روى البخاري في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال : كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني شارفاً من الخمس ، فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واعدت رجلاً صواغاً من بني قينقاع أن تحل معي ، فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه الصواغين وأستعين به في وليمة عرسي ، فبنا أنا أجمع لشار في متاعاً من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناختان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار رجعت حين جمعت ما جمعت، فإذا شارفاي قد اجتب ( جب أي قطع ) أسنمتهما وبقرت ( بقر أي شق ) خواصرهما ، وأخذ من أكبادهما ، فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما ، فقلت : من فعل هذا ؟ فقالوا : فعل حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار ، فانطلقت حتى أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة ، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ي وجهي الذي لقيت ، عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما ، وبقر خواصرهما ، وهاهو ذا في بيت معه شرب ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي ، واتبعته أنا وزيد بن حادثه حتى جاء البيت الذي فيه حمزة ، فاستأذن ، فأذنوا لهم ، فإذا هم شرب فطفق ( شرع وبدأ ) رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل ، فإذا حمزة قد ثمل محمرة عيناه ،فنظر حمزة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ، ثم قال حمزة : هل أنتم إلا عبيد لأبي . فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد ثمل ( أي سكر ففقد رشده ) ، فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقبيه القهقرى وخرجنا معه ، وهذه القصة قبل تحريم الخمر.





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 5:05 pm

لوم المخطئ :

الخطأ الواصخ لا يمكن السكوت عليه ولابد من توجيه لوم وتأنيب إلى المخطئ بادئ ذي بدئ ليحس بخطئه .


روى البخاري في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال : كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني شارفاً من الخمس ، فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واعدت رجلاً صواغاً من بني قينقاع أن تحل معي ، فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه الصواغين وأستعين به في وليمة عرسي ، فبنا أنا أجمع لشار في متاعاً من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناختان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار رجعت حين جمعت ما جمعت، فإذا شارفاي قد اجتب ( جب أي قطع ) أسنمتهما وبقرت ( بقر أي شق ) خواصرهما ، وأخذ من أكبادهما ، فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما ، فقلت : من فعل هذا ؟ فقالوا : فعل حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار ، فانطلقت حتى أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة ، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ي وجهي الذي لقيت ، عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما ، وبقر خواصرهما ، وهاهو ذا في بيت معه شرب ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي ، واتبعته أنا وزيد بن حادثه حتى جاء البيت الذي فيه حمزة ، فاستأذن ، فأذنوا لهم ، فإذا هم شرب فطفق ( شرع وبدأ ) رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل ، فإذا حمزة قد ثمل محمرة عيناه ،فنظر حمزة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ، ثم قال حمزة : هل أنتم إلا عبيد لأبي . فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد ثمل ( أي سكر ففقد رشده ) ، فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقبيه القهقرى وخرجنا معه ، وهذه القصة قبل تحريم الخمر.


الإعراض عن المخطئ :

روى الإمام أحمد رحمه الله عن حميد قال : أتاني الوليد أنا وصاحب لي قال: فقال لنا : هلما فأنتما أشب مني سنا ، وأوعى للحديث مني.


قال : فانطلق بنا إلى بشر بن عاصم ، قال : فقال له أبو العالية : تحدث هذين حديثك قال : حدثنا عقبة بن مالك قال أبو النضر الليثي قال بهز ، وكان من رهطه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قال : فأغارت على قوم قال :فشذ من القوم رجل قال : فاتبعه رجل من السرية شاهراُ سيفه ، قال : فقال الشاذ من القوم : إني مسلم . قال : فلم ينظر فيما قال ، فضربه فقتلة .


قال : فنمى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فيه قولاً شديداً ، فبلغ القاتل قال : فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب قال القاتل : يا رسول الله والله ما قال الذي إلا تعوذاً من القتل . قال : فأعرض عنه وعمن قبله من الناس ، وأخذ في خطبته ، ثم قال أيضا : يا رسول الله ما قال الذي قال إلا تعوذاً من القتل ، فأعرض عنه وعمن قلبه من الناس وأخذ في خطبته ، ثم لم يصبر ، فقال الثالثة : يا رسول الله والله ما قال إلا تعوذاً من القتل ، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف المساءة في وجهه قال له : إن الله عزوجل أبي على من قتل مؤمنا ثلاث مرات.






روى النسائي رحمه الله عن أبي سعيد الخدري أن رجلاً قدم من نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من ذهب ، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : إنك جئتني وفي يدك جمرة من نار.






وفي رواية لأحمد رحمه الله عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على بعض أصحابه خاتماً من ذهب ، فأعرض عنه ، فألقاه واتخذ خاتماً من جديد ، فقال : هذا شر ، هذا حلية أهل النار ، فألقاه فاتخذ خاتماً من روق فسكت عنه .





هجر المخطئ :

وهو من الأساليب النبوية المؤثرة خصوصاً إذا عظم الخطأ وللذنب وذلك لما يحدثه الهجران والقطيعة من الأثر البالغ في نفس المخطئ ، ومن أمثلة ذلك ما حصل لكعب بن مالك وصاحبيه الذين خلفوا في قصة غزوة تبوك : فبعد أن تأكد للبني صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن لهم عذر واعترفوا بذلك قال كعب رضي الله عنه :






ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه ، فاجتنبنا الناس ، وتغيروا لنا ، حتى تنكرت في نفسي الأرض ، فما هي التي أعرف ، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة ، فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان ، وأما أنا فكنت أشب القوم ,اجلدهم ، فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأشواق ، ولا يكلمني أحد ، وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسة بعد صلاة ، فأقول في نفسي : هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟ ثم أصلي قريباً منه فأسارقه النظر، فإذا أقلبت على صلاتي أقبل إلى ، وإذا التفت نحوه أعرض عني ، حتى إذا طال علي ذلك من جفرة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلى ، فسلمت عليه ، فوالله مارد علي السلام. فقلت : يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله؟ فسكت . فعدت له فنشدته فسكنت . فعدت له فنشدته فقال : الله ورسوله أعلم . ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار .. إلى أن قال رضي الله عنه في قصته :






حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا ، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا ، فبينا انا جالس على الحال التي ذكر الله قد ضاقت علي نفسي ، وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أو في على جبل سلع بأعلى صوته : يا كعب بن مالك أبشر.






وفي هذه القصة من الفوائد العظيمة والعظات البالغة مالا ينبغي تفويته بحال ، ويمكن الاطلاع على شيء من ذلك في شروح العلماء للقصة كزاد المعاد وفتح الباري .






ومما يدل على اعتماده صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب أيضاً مارواه الترمذي عن عائشة قالت : ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ، ولقد كان الرجل يحدث عند النبي صلى الله عليه وسلم بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة .






وفي رواية أحمد (.. فما يزال في نفسه عليه..).






وفي رواية : وما أطلع منه على شيء عند أحد من أصحابه فيبخل له من نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث توبة .






وفي رواية : كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضاً عنه حتى يحدث توبة .






ويتضح من الروايات السابقة أن الأعراض عن المخطئ حتى يعود عن خطئه أسلوب تربوي مفيد ولكن لكي يكون نافعاً لابد أن يكون الهاجر والمعرض له مكانه في نفس المهجور ،وإلا فلن يكون لهذا الفعل أثر إيجابي عليه بل ربما يشعر أنه قد استراح .






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 5:07 pm

الدعاء على المخطئ المعائد :

روى مسلم رحمه الله : أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال : كل بيمينك . قال : لا أستطيع . قال : لا استطعت ، ما منعه إلا الكبر .


قال : فما رفعها إلى فيه .






وفي رواية لأحمد : عن إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرجل يقال له بسر بن راعي العير أبصره يأكل بشماله فقال : كل بيمينك .فقال : لا أستطيع . فقال : لا استطعت . قال : فما وصلت يمينه إلى فمه بعد .






قال النووي رحمه الله تعالي : وفي هذا الحديث جواز الدعاء على من خالف الحكم الشرعي بلا عذر ، وفيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل حال حتى في حال الأكل .






ونلا حظ هنا أن الدعاء عليه لم يكن بما يعين عليه الشيطان ، ولكن كان بما يشبه التعزير .


الإعراض عن بعض الخطأ اكتفاء بما جرت الإشارة إليه من تكرماً مع المخطئ :

(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) (التحريم:3)قال القاسمي رحمه الله في محاسن التأويل :


{ وإذ أسر النبي } أي محمد صلى الله عليه وسلم { إلى بعض أزواجه } هي حفصة { حديثا } تحريم فتاته .. أو ما حرم على نفسه مما كان الله جل ثناؤه قد أحله له . { فلما نبات } أي أخبرت بالسر صاحبتها (عائشة ) { وأظهره الله عليه } أطلعه عن تحديثها به . { عرف بعضه } أي عرفها بعض ما أفشته معاتباً { وأعرض عن بعض } أي بعض الحديث تكرماً .






تنبيه : في الإكليل : في الآية أنه لا بأس بإسرار بعض الحديث إلى من يركن إليه من زوج أو صديق ، وأنه يلزم كتمانه . وفيها حسن المعاشرة مع الزوجات ، والتلطف في العتب ، والإعراض عن استقصاء الذنب .


قال الحسن : ما استقصي كريم قط ، وقال سفيان :مازال التغافل من فعل الكرام .


إعانة المسلم على تصحيح خطئه :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله هلكت . قال : مالك ؟ قال : وقعت على امرأتي وأنا صائم . فقال : يارسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تجد رقبة تعتقها؟ قال : لا. قال : أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا فقال : فهل تجد إطعام ستين مسكيناً ؟ قال : لا . قال : فمكث النبي صلى الله عليه وسلم ، فبينا نحن على ذلك أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيها تمر ، والعرق المكتل ( وهو الزنجبيل الكبير ) . قال : أين السائل : فقال : أنا . قال : خدها فتصدق به . فقال الرجل : أعلى أفقر مني يارسول الله ؟ فو الله مابين لابتيها ـ يريد الحرتين ـ أهل بيت أفقر من أهل بيتي . فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنابه ثم قال : أطعمه أهلك .






وفي رواية أحمد عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا هو جالس فس ظل فرع أجم حسان جاءه رجل ، فقال : احترقت يارسول الله . قال : ماشأنك ؟ قال : وقعت على امرأتي وأنا صائم . قال : وذاك في رمضان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجلس . فجلس في ناحية القوم . فأتى رجل بحماره عليه غرارة قيها تمر . قال : هذه صدقتي يارسول الله . فقال رسول الله : أين المحترق أنفاً ؟ فقال : هاهو ذا أنا يارسول الله . قال : خذ هذا قتصدق به . قال : وأين الصدقة يارسول الله إلا علي ولي فو الذي بعثك بالحق ما أجد أنا ويالي شيئاً . قال : فخذها فأخذها .


ملاقاة المخطئ ومجالسته لأجل مناقشه :

في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو قال : أنكحني أبي امرأة ذات حسب ، فكان يتعاهد كنته فيسألها عن بعلها ، فتقول : نعم الرجل من رجل ، لم يطألنا فراشا ولم يفتش لنا كنفاً منذ أتيناه ، فلما طال ذلك عليه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : القني به . فلقيته بعد فقال : كيف تصوم ؟ قال : كل يوم . قال : وكيف تختم ؟ قال كل ليلة . قال : صم كل شهر ثلاثة ، واقرأ القران في كل شهر . قال : قلت : أطيق أكثر من ذلك . قال : صم ثلاثة أيام في الجمع . قلت أطيق أكثر من ذلك . قال : أفطر يومين وصم يوماً . قال : قلت أطيق أكثر من ذلك . قال : صم أفضل الصوم صوم داود صيام يوم وإفطار يوم ، وقرأ في كل سبع ليال مرة . فليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذالك أني كبرت وضعفت ، فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القران بالنهار، والذي يقرؤه يعرضه من النهار ليكون أخف عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياماً وأحصى ، وصام مثلهن كراهية أن يترك شيئاً فارق النبي صلى الله عليه وسلم عليه . قال أبو عبدالله : وقال بعضهم في ثلاث وفي خمس وأكثرهم على سبع .






وفي رواية أحمد مزيد إيضاح وفوائد حسنة : عن عبدالله بن عمرو قال : زوجني أبي امراة من قريش ، فلما دخلت علي جعلت لا أنحاش لها مما بي من القوة على العبادة من الصوم والصلاة ، فجاء عمرو بن العاص الى كنته حتى دخل عليها فقال لها : كيف وجدت بعلك ؟ قالت : خير الرجال أو كخير البعولة من رجل لم يفتش لنا كنفاً ولم يعرف لنا فراشاً ، فأقبل على فعذمني وعضني بلسانه . فقال : أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب فعضلتها ( أي أهملتها لفم تعاملها معاملة الزوجة ) وفعلت وفعلت . ثم انطلق الى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني ، فأرسل الي النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته فقال لي : أتصوم النهار ؟ قلت : نعم . قال : وتقوم الليل ؟ قلت : نعم . قال : لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأنام ، وأمس النساء ،فمن رغب عن سنتي فليس مني . قال اقرأ القرآن في كل شهر . قلت إني أجدني أقوى من ذلك . قال : فاقرأه في كل عشرة أيام . قلت : إني أقوى من ذلك قال : فلم يزل يرفعني حتى قال : صم يوماً وأفطر يوم ، فإنه أفضل الصيام ، وهو صيام أخي داود . قال حصين في حديثه :ثم قال صلى الله عليه وسلم فإن لكل عابد شرة ، ولكل شرة فترة ، فإما إلى سنة وإما إلى بدعة فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدي ومن كانت فترته الى غير ذلك فقد هلك . قال مجاهد : فكان عبدالله بن عمرو حيث ضعف وكبر يصوم الايام كذلك يصل بعضها الى بعض ليتقوى بذلك ثم يفطر بعد تلك الأيام . قال : وكان يقرأ في كل حزبه كذلك يزيد أحياناً وينقص أحياناً غير أنه يوفي العدد إما في سبع وإما في ثلاث . قال : ثم كان يقول بعد ذلك :لأن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الي مما عدل به أو عدل لكني فارقته على أمر أكره أن أخالفه الى غيره.

ومن فوائد القصة :






- معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بسبب المشكلة وهو الانهماك في العبادة بحيث لم يبق وقت لأداء حق الزوجة فوقع التقصير.


- إن مبدأ أعط كل ذي حق حقه يطبق في حق كل في كان منشغلا ومنهمكا بأمور من الطاعات كطالب العلم الذي يلقي دروساً كثيرة والداعية المنغمس في شئون دعوته ، بحيث يؤدي ذلك إلى شكاية الزوجة . وتضررها ، وهذا ينشاً عن عدم الموازنة في القيام بالطاعات المختلفة وتوزيع الوقت على أصحاب الحقوق ، فلا بأس أن يخفف هذا من دروسه شيئا ما وهذا من انشغالاته بحيث يتوفر الوقت الكافي للاهتمام بالبيت والزوجة والأولاد وإعطائهم حقوقهم في الإصلاح والمعاشرة والتربية .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 5:09 pm

مصارحة المخطئ بحاله وخطئه :

روى البخاري رحمه الله عن أبي ذر قال : كان بيني وبين رجل كلام ، وكانت أمه أعجمية فنلت منها ، فذكرني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي : أساببت فلانا ؟ قلت : نعم . قال : أفنلت من أمه ؟ قلت :نعم . قال : إنك امرؤ فيك جاهلية . قلت على حين ساعتي هذه من كبر السن . قال : نعم ،هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ، ولا يكلفه من العمل ما يغلبه ، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه .






وفي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال : كان بيني وبين رجل من إخواني كلام ، وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه ، فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية . يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه. قال : يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية ، هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم .






وهذه المصارحة والمفاتحة من النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه كانت لعلمه صلى الله عليه وسلم بقبول الصحابي لذلك ، فالصراحة وسيله مفيدة تختصر الوقت وتوفر الجهد وتبين المقصود بأيسر طريق ، ولكنها تكون فيما يناسب من الأحوال والأشخاص .

وقد يعدل الداعية عن مصارحة المخطئ إذا كان في ذلك حصول مفسدة أكبر أو تفويت مصلحة أعلى ، كأن يكون المخطئ صاحب جاه أو منصب لا يتقبل ذلك أو أن يكون في المصارحة إحراج بالغ للمخطئ ، أو يكون ذا حساسية زائدة تجلعه ذا رد فعل سلبي ، ولا شك أن المصارحة مكروهة للمخطئ وثقيلة على نفسه لما فيها من المواجهة والإحراج والظهور بمظهر الناقص في مقابل ظهور الناقد في موضع المستعلي والأستاذ . وكذلك فإنه يجب التنبه إلى أن أسلوب (( اللف والدوران )) قد يكونه له سلبيات مضاعفة تفوق المصارحة أحياناً وذلك لما قد يشعر به المخطئ من الاستغفال والتلاعب ، ويتضايق من الإشارات الخفية لشعوره بأنها غمز وإيذاء مبطن ، ثم إن التوجيه قد لا يصل أصلاً لخفاء المقصود وبعده عن ذهن المخطئ فيمضي في خطئه قدماً . وعموماً فإن الأشخاص يتفاوتون في التقبل والأسلوب الأمثل المناسب لكل منهم ، ولكن يبقى أن حسن الخلق في العرض والتوجيه له الأثر الأكبر في نجاح المهمة .






إقناع المخطئ :

إن السعي لمناقشة المخطئ بغية إقناعه يؤدي إلى إزالة الحاجز الضبابي الذي يعتري بصيرته فيعود إلى طريق مستقيم ، ومن أمثلة ما ورد في السنة بشأن هذا مارواه الطبراني رحمه الله تعالي في معجمه الكبير عن أبي أمامة رضي الله عنه أن غلاماً شاباً أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال يا رسول الله ائذن لي في لزنا فصاح (به ) الناس .فقال ( النبي صلى الله عليه وسلم ) : مه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقروه ، ادن .فدنا حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتحبه لأمك ؟ قال : لا . قال: وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم . أتحبه لابنتك ؟ قال : لا . قال : وكذلك الناس لا تحبونه لبناتهم . أتحبه لأختك ؟ قال : وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم . أتحبه لعمتك ؟ قال : لا . قال :وكذلك الناس لا يحبونه لعماتهم . أتحبه لخالتك ؟ قال : لا . قال : وكذلك الناس لا يحبونه لخالا تهم . فوقع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال : اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه .


إفهام المخطئ بأن عذره الزائف غير مقبول :

يحاول بعض المخطئين تقديم مبررات مختلفة وغير مقبولة ، وخصوصاً إذا انكشف أمرهم بغتة على حين غرة منهم ، بل قد يبدو على بعضهم التلعثم وهم ينطقون بالعذر الزائف وخصوصاً الذين لا يحسنون الكذب لنقاء في سرائرهم . فكيف يتصرف المربي يا ترى إذا صادف مثل هذا الموقف من أحد المخطئين ؟ إن القصة التالية – إن صحت – تبين موقفاً رائعاً ودقيقاً للنبي صلى الله عليه وسلم مع أحد أصحابه ويظهر من خلال القصة المتابعة المستمرة من المربي للمخطئ إلى حين تخليه عن موقفه الخاطئ :






عن خوات بن جبير رضي الله عنه قال : نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران ( موضع بقرب مكة) قال : فخرجت من خبائي فإذا نسوة يتحدثن ، فأعجبني ، فرجعت فاسترجعت عيبتي ( وعاء توضع فيه الثياب ) فاستخرجت منها حلة فلبستها وجئت فجلست معهن ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أبا عبدالله فلما رأيت رسول الله هبته واختلطت قلت : يارسول الله جمل لي شرد وأنا أبتغي له قيداً فمضى واتبعته فألقى الي رداءه ودخل الأراك كأني أنظر الى بياض متنه في خضر الأراك ، فقضى حاجته وتوضأت وأقبل والماء يسيل من لحيته على صدره ، فقال :أبا عبداللهما فعل شراد جملك ؟ ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال : السلام عليك أبا عبدالله ما فعل شراد ذلك الجمل ؟ فما رأيت ذلك تعجلت الى المدينة واجتنبت المسجد ومجالسة النبي صلى الله عليه وسلم، فما طال ذلك تحينت ساعة خلوة المسجد فخرجت الى المسجد وقمت أصلي وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره فجاء فصلى ركعتين خفيفتين وطولت رجاء أن يذهب ويدعني ، فقال : طول أبا عبدالله ما شئت أن تطول قائما حتى تنصرف ، فقلت في نفسي : والله لأعتذرن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأبرئن صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرفت قال : السلام عليك أبا عبدالله ما فعل شراد جملك ؟ فقلت : والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت . فقال : رحمك الله ثلاثاً ، ثم لم يعد لشيء مما كان .






إنه درس رائع في التربية والخطة الحكيمة المؤدية الى النتجية المطلوبة ، ويمكن أن يؤخذ من القصة أيضا الفوائد التالية :


ـ المربي صاحب الهيبة يستحي منه من لابس المعصية إذا مر به .


ـ إن نظرت وسؤالات المربي ـ على وجازتها وقصرها ـ لها دلالاتها الكبيرة وأثرها في النفوس .


ـ عدم مناقشة العذر الملفق لحظة سماعه ـ مع وضوع الثغرة فيه ـ والاعراض عن صاحبة يكفي في إشعار المخطئ بعدم قبوله مما يدفعه للتوبة والاعتذار ، وهذا يؤخذ من قوله (( فمضى )) .


ـ المربي الجيد هو الذي يجعل المخطئ يشعر بالاستحياء منه الموجب للتواري عنه ، والحاجة إليه الموجبة للأتيان اليه . ثم يتغلب الثاني على الأول .


ـ إن تغير الموقف من المخطئ ينبني ـ في مثل الحالة ـ على إظهار اعترافه ورجوعه عما حصل منه .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amaouine

amaouine


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعامل مع أخطاء الناس   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الإثنين يوليو 13, 2009 5:11 pm

مراعاة ماهو مركوز في الطبيعة والجبلة البشرية :

ومن ذلك غيرة النساء وخصوصاً بين الضرائر فإن بعضهن قد تخطئ خطأ لو أخطاه إنسان فيالاحوال العادية لكان التعامل معه بطريقة مختلفة تماماً . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي مسألة الغيرة بين نسائه وما ينتج عنها من أخطاء مراعاة خاصة يظهر منها الصبر والحلم مع العدل والانصاف ومن أمثلة ذلك : ما رواه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه ، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحيفة فيها طعام ، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يدا الخادم فسقطت الصحيفة فانفلقت ، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحيفة ، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحيفة ويقول : غارت أمكم ، ثم حبس الادم حتى أتي بصحيفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحيفة الصحيحة الى التي كسرت صحيفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت.






وفي رواية النسائي عن أم سلمة أنها ( هكذا ) يعني أتت بطعام في صحيفة لها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فجاءت عائشة متزرةً بكساء ومعها فهر ففلقت به الصحفة ، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحيفة ويقول : كلوا غارت أمكم مرتين ، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيفة عائشة فبعث بها الى أم سلمة وأعطى صحيفة أم سلمة عائشة .






وفي رواية الدرامي عن أنس قال : أهدى بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اليه قصعة قيها ثريد وهو في بيت بعض أزواجه فضربت القصعة فانكسرت ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ الثريد فيرده في الصفحة وهو يقول : كلوا غارت أمكم .. وغيرة المرأة أمر مركوز فيها يحملها على أمور شديدة ويحول بينها وبين التبصر بعواقب الأمور حتى قيل : إن المرأة إذا غارت لاتبصر أسفل الوادي من أعلاه .


الخاتمة

وبعد هذه الجولة في السنة العطرة والإطلاع على شيء من الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس يحسن قبل مغادرة الموضوع التذكير بالنقاط التالية :






- تصحيح الأخطاء واجب ومهم وهو من النصيحة في الدين ومن النهي عن المنكر ، ولكنه ليس كل الواجب ، فإن الدين ليس نهياً عن المنكر فحسب، وإنما هو أمر بالمعروف أيضاً .


- ليست التربية هي تصحيح أخطاء فقط ، وإنما هي تلقين وتعليم وعرض لمبادئ الدين وأحكام الشريعة أيضاً ، واستعمال الوسائل المختلفة لتأسيس التصورات وتثبيتها في النفوس من التربية بالقدرة والموعظة والقصة والحدث وغيرها ، ومن هنا يتبين قصور بعض الآباء والأمهات والمدرسين والمربين بتوجيه جل اهتمامهم إلى معالجة الأخطاء ومتابعة الانحرافات دون ترجيع الاهتمام بتعليم المبادئ والأسس والمبادرة بالتحصين الذي يمنع وقوع الانحرافات والأخطاء ويبادرها قبل حدوثها أو يقلل منها .


- يتضح مما سبق ذكره من المواقف والأحداث تنوع الأساليب النبوية في التعامل مع الأخطاء وأن ذلك قد اختلف باختلاف الأحوال والأشخاص ومن كان لديه فقه وأراد الإقتداء قاس النظير على النظير والشبيه على الشبيه فيما يمر به من مواقف,أحداث ليتوصل إلى الأسلوب المناسب للحالة المعينة .






هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهنا رشدنا وأن يقينا شر أنفسنا ويجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن يهدينا ويهدي بنا، إنه سميع قريب مجيب وهو نعم المولى ونعم النصير والهادي إلى سواء السبيل.






وصلى الله على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العلمين.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin



عدد المساهمات : 142
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: شكرا   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الجمعة يوليو 17, 2009 6:21 pm

شكرا أخي محمد على هذا المجهود الجبار والإفادة الطيبة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mojaladat.7olm.org
Admin
Admin



عدد المساهمات : 142
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

التعامل مع أخطاء الناس Empty
مُساهمةموضوع: شكرا   التعامل مع أخطاء الناس Icon_minitime1الجمعة يوليو 17, 2009 6:23 pm

شكرا أخي محمد على هذا المجهود الجبار والإفادة الطيبة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mojaladat.7olm.org
 
التعامل مع أخطاء الناس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إرشادات خاصة في التعامل مع أخطاء تلاميذ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلدات التربية والتعليم المغربية :: مجلدات دينية :: مجلد السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: